في زمن أصبح الإهتمام الفعلي بشريحة ذوي الإحتياجات الخاصة ضربا من ضروب الخيال و شذوذا عن القاعدة العامة.
صار الكلام حول حقوق ذوي الإحتياجات ،مجرد تكرار رتيب و ممل في ظل عدم اكتراث المسؤولين المحليين و على رأسهم وزارة التضامن.
لكن و من باب ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ،أشد و إياك أيها القارئ الكريم هذا الترحال القصير إلى إحدى أهم بلديات سطيف العالي لنستطلع عن كثب حال المعاق هناك و دور الحكومات المتعاقبة في تحريك عجلة التنمية بالنسبة لهذه الفئة.
عين آرنات …الموقع و الأهمية:
انبثقت بلدية عين آرنات الواقعة غرب مركز الولاية ب 7 كيلومترات فقط من خلال التقسيم الإداري لسنة 1986 ،و هي تتربع على مساحة 202 كيلومتر مربع ،مع كثافة سكانية قد تتجاوز الآن 60000 نسمة.
حال وواقع ذوي الإعاقة:
لك أن تتصور أخي القارئ الكريم و المسؤول النزيه أن تتصور بأن بلدية بهذه الشساعة و هذه الكثافة ،أضافة إلى وجود مطار دولي و مرور احد أقطاب الطرق الوطنية و أقصد بذلك الطريق السيار و الطريق الوطني رقم 5،لا يوجد بها و لا منشأة واحدة تخص ذوي الإعاقة ،لا من ناحية التعليم و التكوين و الإدماج مع انعدام تام للاهتمام بالجانب العمراني و توفير الممرات الخاصة و لا أدنى احترام لخصوصيات النقل.
حينما نتكلم عن المعاق بالبلدية المذكورة ،فإنني أكاد أجزم أن ذوي الإعاقة هم أموات بين أحياء ماتت قلوبهم و ضمائرهم و لم تعد هذه الفئة تمثل بالنسبة لهم شيئا يذكر و لو حتى في اجتماعاتهم.