الزمن ينادي…. يا إنسان لا تحاول أن تكون مثلهم
يا إنسان :
كن في تعاملاتك ثابت وفي إصدار حكمك صامت .
فكم من رزين في حكمه على الغير برزانته وتريثه يصيب التقدير .
وكم من متسرع تسرع في رأيه فخسر الكثير بتهوره.
يا إنسان :
لا تحاول ابداً أن تصفي حساباتك وأخطائك بالثأر.
فالكثير في زمننا هذا يمنحك الإخلاص ويعطيك قلبه بحق وبكل صدق وما كان منك إلا أن تقابله انت بالخذلان.
يا إنسان :
لا تحاول أن تجعل تصفية الحسابات سببا ووهما لحلولك وحل أخطائك التي جعلت من نفسك بها عملة رخيسة في سوق المعاملات وفي جميع جوانبها أكانت العاطفية منها أو الأخوية أو حتى صدقاتك منها. فالمرئ يحكم على طبعه لا بإختلاف نوع العلاقات فيه.ف
الطبع عنصر ثابت في المرئ لا يتغير إلا إن تغير المرئ.
يا إنسان :
الثأر ليس من أخلاق النبلاء فالعدو الشريف خير من صديق رخيس ومن الخطأ أن يعرض المرئ مشاعره في الاسواق أو أن يبيع قيمته بالرخيس من مستواه أو يكون فارساً بلا أخلاق في الخصومات.لكن يكفي أن يبين الله في عباده عيوبها وإن طال في إخفائها المرئ أو إخفاء معدنه و دفن جوهره الحقيقي خلف ستار الوهم بشخصية مزيفة فإن الزمن خير فاضح لنوايا المرئ وإن طالت أيامه لا بد للشريط أن ينتهي ولابد أن تنتهي جمل قصصه وتتضح معالم صورته وتظهر نهاية حلقته وتتعفن رائحته الحقيقية لتصبح في مسمات أنف الغريب قبل القريب.
يا إنسان :
يوما ما تثقلك الأقدار بتلك النوايا ويوما ما من جعل مصالحه على أكتاف الأبرياء وفوق ظهور المخلصين له يجد نفسه بلا صديق.ولا رفيق يستأنس به أيام الضيق وما أكثر محن الضيق وما أحوجنا للأصدقاء بصدق قلوبهم في زمننا هذا.زمن أصبح الصديق بقلب صادق جوهرة خفية.
يا إنسان :
يوما ما ستذكرك الأيام والأقدار بأوفياء خنت صحبتهم أو بنبلاء فرطت في محبتهم لك أو عاشقون طعنت في قلوبهم من عشقهم لك .وما ترى يوما ما نتائج أفعالك إلا وهم جاثمون فوق قلبك كحجرة صماء كبيرة بأخطائها شامخة بزورها وبهتانها كأنها تضاهي الجبال عتيا كبرا وثقلا بما حملت.وهي تقف حاجبا رادعا لك ولأحلامك التي كنت تتمنى أن تحققها بسراب رسمته على قلوب الأبرياء منك.
يوم ما سوف تفجع بأنك كنت ترسم سرابا ظللت به نفسك وسوف تتمنى أن يعود الزمن للوراء.يوما لتغيير مجرى التاريخ وتغير بوصلة الزمن لتغيير عقليتك وطبعك التي رافقتك في معاملتك لهم ونواياك الخائبة التي خيبت ظنهم بك.يوما سوف تتمنى رسم حياتك من جديد مع من أحببت. ولكن للأسف لم يسمع للزمن أعاد دورته ليعيد ما فات .كالرصاصة إن خرجت من ماصورتها لن تعود.
يا إنسان :
من كل هذا البعض جعل لنفسه قيمة ويا ليته ما جعل لنفسه قيمة رخيسة في قضاء حاجاته سواء أكانت مصلحة أو مهنة أو حب أو تودد.جعل لقيمته طريق وما طريقه بسالكه الا ضعاف النفوس ومألها من الذل والعار مخزنا لم يدرك أن يوما ما سيستسقي نفسه من تلك المحن أوجاعا.
البعض لم يعرف كيف يقضي حاجته في الحياة بحسن نية أو بنية حسن وطيبة شريفة.
البعض إستهان بحبيب فظن أن الحب ضعف يستغله في سرقة قلوب من أحبوه ليقضي مصلحة المادية التي لا تساوي شيئا والبعض إستغل زميله موظفا كان أو مهنيا إلا وتسلق ظهر طيبته ليتكل عليه ويعيبه فيما بعد بنيته التي باتت عيبا في نظر الخبثاء من سفهاء العباد .
يا إنسان :
في البعض منا إستغل صحبته الطيبون ليجعلها سببا في الإنتفاع بهم في مصالحه الضيقة والتي لم تسمنه ولم تغنيه من جوع كما لم تبني له قصرا ولم تشتري له مسكنا ولم تعطيه قيمة بين الناس مثله كمثل الذي يرسم رسمه داخل وعاء به ماء إن سقط ضاع كل ما فيه.
يا إنسان :
البعض من الجهلاء لم يدرك أن الحياة في سهولتها حكمة وفي طيبة قلبه مفتاح يأسر القلوب قبل أن تستهويه العقول. وللطيبة نفع في قضاء الحاجات ولو بإبتسامة التي لم يدرك البعض أن النية الحسنة مفتاح لقضاء الحاجات والإبتسامة صدقة والصدقة محبة وللمحبة خيط في قضاء الحاجات.
يا إنسان :
البعض لم يعرف أنه مهما بلغ من الحيل والنذالة في التخطيط عتيا أن الله فوق الجميع . والله يطفئ حيلهم كما يطفئ الماء النار.وما من خبث النوايا إلا إن الله سيبطله.
في يوم ما سيدرك البعض أن الرخيس في المعاملات والتأفه في المجاملات والسيئ في العلاقات أخرته بين المجتمع النكران والهجران. وبنفوسهم تلك ستفوح مكانتهم بين الناس كما تفوح الجيفة برائحتها في أرجاء المكان.ويوما ما سيدرك البعض أنهم باعٌ أناس قد لا يجدهم في زمن أصبح الكلاب فيه أوفى للإنسان منهم لبعض البشر.
إعلم أيها الغافلون الطيبة ميزة وليست عيب.الخلق رمز وشيمة وليست ضعف.
إن كانت الخديعة والمكر والحيلة في زمننا شطارة ووسيلة لقضاء الحاجات وهي أسلوب الشيطان
فالطيبة وحسن النية صفة يميز الله بها عباده وبنواياهم تحسنت أعمالهم وسهلت أمورهم وقدرة الله أقوى من قدرة سيطانهم .