في الأونة الأخيرة وفي العديد من المناسبات العلمية والتجريبية من مختلف أطياف شعوبنا العربية من المحيط إلى الخليج ومن الشرق العربي المتنوع إلى المغرب العربي الزاخر والممزوج بالعديد من الثقافات والحضارات واللغة التي نزخر بها ونفتخر بإنتمائنا لها إلا ونشاهد في السنوات الأخيرة بروز قوة فكرية وعلمية شبابية تزخر فيها مجتمعاتنا بمواهب عظيمة برزت في الساحة العلمية وبإختراعات رأت النور بعدسات قنوات غربية وعربية بعد سنين كنا قد فقدنا الأمل في أن نرى أمتنا تعيد أمجادها القديمة من ثقافتها العلمية الزاخرة بعلمائها ومواهبها وبحضارة إمتزجت بخليط من المكونات الفردية لمت كل الجنسيات لتخرج من صلبها مزيج صلب بلوري من العقول كان لها الفضل في تحرك الحضارة التي محت في عقول أمتنا أسس هذه الحضارة اليوم التي بات العديد من الأشخاص تتغنى بها بيما في حقيقتها هي جزء يسيير إستنسخ وحرف أصل منبتها ليستغل في إقناع العالم بأنا الحضارة بنيت من مجتمعاتهم وأسست من عواصمهم ثقافت كانت للحضارة الإسلامية فيها الفضل الأكبر لو تهاون أمتنا في حفظ وحدتها الفكرية وحضارتها العريقة وصون عقولها الذهبية التي باتت في وقتنا هذا وكأن العصر يرسم صورة جديدة لميلاد مواهب ستعيد أمجاد أمتنا إلى جادة الطريق وإلى مسار سكتها لتنطلق من جديد في تدارك ما فاتها من قرون كانت قد رمى بثقله الغبار على ردائها وأذهب كل لمعانها وطمر كل معالم رونقها الزاخر بعلمائها وأمجادها.
إننا نشهد في عصرنا هذا ميلاد جيل جديد من طلاب جامعات ومعاهد ومن خبراء بالتجربة من الحياة وعقول برزت في الساحة بتجاربها وإختراعاتها التي تفوقت في قدرتها وعظمتها عقول الغرب الذي بات يحسب لتلك العقول ألف حساب بعد غياب تام لمواهبنا التي غابت أو غيبها الزمن وتحجرت بفعل خيبات الأمل في شعوبها عندما كانت الظروف عكس أمتنا التي تم إنهاكها وتحطيم مقوماتها التي صارعت شعوبنا من أجل البقاء لتنفض عن نفسها إرهاق السنيين من صراعات أنهكتها وأثقلت عليها لتعمى عن حقيقتها التي يولد لها مولدا جديدا في عصرنا هذا ألا وهو ميلاد عصر جديد لجيل جديد من مشرق العرب إلى مغربه .
من أبسط الأمثلة من آلاف الأمثلة عن طلاب جامعيون يطلقون بنجاح صاروخا إلى الفضاء!
صمم بسواعدهم وبخبراتهم الذهنية وقدراتهم ليحطم مشروعهم رقما قياسيا ليحقق نجاحا بشهادة علماء الغرب في وصوله لارتفاع 340 ألف قدم. نعم
قبل 10 أشهر فقط بعد خيبة أمل في إخفاق أولى التجارب لهم .
والأمثلة لا تعد ولا تحصى عن أمثالهم.
ولفرحتي وإعتزازي بهذا النجاح وأيضا أسفي عن خيبتنا في الفشل الذي أصبح حاجزا لتلك المواهب وعن مجتمع طمس حقيقة أبنائه وأفشل طموح علمائه.مجتمعاتنا التي كبحت عقول شبابها.وربطت سواعد أبنائها ليخرجوا ما في جعبتهم من مواهب للعلن ليجاروا بها الغرب في ذكائهم وإبداعهم.
شباب تجمد وإرتكن في أحضان المعيشة والسعي لهفا وراء لقمة العيش كمن يلهف خلف قربة ماء في صحراء قاحلة خوفا من الموت عطشا .
ليس الخطأ أن نخطأ ونبقى في غفلة عن أخطائنا.
الخطيئة هي أن نبقى قابعين في الخطأ وقانعين بركوننا في أسفل درك الأمم.
عندما يصبح همنا لقمة العيش وفقط أو كما نقولها بالعامية ( الخبزة ) فتلك هو الإنحصار التام لعقلية الفرد فيتبلور فكريا وينغمس في التفكير في المعيشة وحاجياته لسد رمقه الذي لا يتعدى حلم سد جوع بطنه.
هي باتت حلم كل فرد يوميا من ساعة الصبح الى اخر الليل .
حلولنا بسيطة ومفاتيحها ماهي إلا قضية وقت حتى تفتح تلك الأقفال الصدئة لطول القرون التي بقيت فيها مقفلة على نفسها وركونها التام في قوقعة إنحصرت في صراعات نفسية وفساد إجتماعي وركود تام لمؤسساتها التربوية والعلمية والإجتماعية لأداء واجبها المنوط إليها.
اليوم حقيقتا بتنا نرى بعض الأمل والنور الذي سطع على أمتنا وضوء خافت من بعيد يسطع وكأنه إحياء أمل سيبدد سراب الضبابية عن شعوبنا في إعادة أمجادها وإحياءها من جديد بعد سنيين وقرون من تهكمات الحضارة الغربية على واقع الشعوب العالمية التي برمجت عقولهم على تحنيط ودفن إبداعات تلك الشعوب وطمر كل نفس عاقل حتى لا ترى النور في أمة غير أمتهم التي بات في زمن يبخل عليك أن تمتلك عقلا تضاهيهم به وكأنك إمتلكت سلاحا لا فكرا هو هبة الله في خلقه.
لابد أن نجعل للحقيقة عنوان يسموا إليه أولادنا والجيل الذي سيرفع أمجاد.أسلافهم القدماء في رفع راية أمتهم والعودة بها إلى مكانتها والأصلية بين الأمم وذلك بدعمهم في خلق الابداع بشتى أنواعه وبكل مقوامته في كل فرد منا. ..عاملا كان أم متعلم خريج جامعي أو دون المستوى الكل له إبداع في شيئ ما.
متى نستفيق وتستفيق الأمة من سباتها متى تعطي أمتنا من جميع أطيافها من محيطها إلى خليجها العنان لأجيالها لإبراز مواهبهم ودعم مشاريعهم الفكرية وحماية عقولهم من السلخ الفكري الذي بات ينشره الغرب لإفساد الأجيال وتنصيلها من حقيقة إنتمائها وتكسير كل مقومات هويتها الإسلامية وتضليلهم بواقع وهمي هو في ذاته شر إبتلع الأمم لم يرحم فيها كبيرا ولا صغيرا شر إجتر العالم بسم أسود عشعش في العقول وإغتصب الأفكار وحلل الأخلاق وفسخ الأمة عن واقعها بفلسفة الغرب في تحطيم مقومات الأمم.
إنما كل تلك الحلول لا تتحقق إلا بالإسلام.
فالإسلام نعمة أنعمنا الله بها كما أنه يزخر بالمناهج الفكرية والخلقية والإجتماعية والسياسية الممتازة والإقتصادية فيه بإمتياز والتي تتعدد فيه مناهج الحياة.
فهو أسمى نظام رباني في إدارة شؤون الفرد من سلوكياته إلى عالمه الإقتصادي الذي بإعترافات الغرب الإسلام أفضل دليل في منهاجه الإقتصادي إمتياز في إدارة إقتصاد الفرد أو المجتمع.
لو إستطعنا السير على خطى نظمه لكنا أفضل حال في إدارة أمورنا الإجتماعية والتربوية والفكرية وحتى المعيشية منها.