مضى سطر الحياة وفرت حروفه كما تفر في الحقل الأرانب
مداد الكتابة في الصغر كان غزيرا لاتهمه هزات القدر و شر النوائب
بل بالعكس ترى عنفوانا تراقصت عينه وتلوت نونه والفاء أضاءت بضوء الكواكب
تسارع القلم بانحناءاته حين شباب، وكأنه الريم يقفز في البيداء لا تهمه القفار و لا قيظ متكالب
لكن أنفاسه تثاقلت حين كهولة، و أضحى مسار السطور شاقا ألورق اخشوشنت ملامسه ام لقلم سار في درب الغرائب؟
جودي علينا يا مكاتب التشبيب بقلم لطيف و مطيع و الفظي يا وراقة أوراقا بهيجة تسري على سنون الخمسين بصفوة الكتائب
وهن عظمك يا ستيني و الأقلام يا سيدي تصنع بالمرجع فلا تزعجني والطابور من وراءك فلن ننجز لوضيع مثلك نوعا فريدا وقالب
والأوراق ملمسها كملمس بشرتك والسحنة فلا تلمني إن خشنت ونشفت فلن يقارن طازج الحليب مع ما كان به حموضة… رائب
جفت الأقلام في السبعين و كفت عن الكتابة فالمداد نفذ و صفحتي مازال فيها البياض… أيقنت حينها أن حياتي.. حياتكم هي اقلام فمنا من له سطر ومنا من صفحاته بحر لكن الحكمة في مضمون الحرف… اهو نتن؟ اهو مجنون؟ اهو مزيج من التفاهات ام هو نقي كزرقة عيون جدتي لا تشوبه… الشوائب