قانون 02 09 مؤرخ في 08/05/2002 المتعلق بحماية الأشخاص المعوقين وترقيتهم في الجزائر يحمل نوايا حسنة نحو تحسين وضعية هذه الفئة، إلا أن العديد من النقائص والعيوب في صياغته وتطبيقه تؤثر على فعاليته. بعض الانتقادات التي يحملها القانون بتفصيل مع استدلال ببعض المواد من القانون نفسه:
- نقص التغطية الشاملة والتفصيلية
القانون يعاني من نقص في التغطية الشاملة لمختلف جوانب حياة الأشخاص ذوي الإعاقة. على سبيل المثال، لا توجد مواد كافية توضح بشكل دقيق كيفية تنفي التدابير المتعلقة بالتعليم الشامل والتوظيف ادامج.
- المادة 3 تنص على “تعمل الدولة على تسهيل اندماج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع”، ولكنها لا تحدد كيفية تحقيق ذلك عمليًا مما يجعل التنفيذ فضفاضًا وغير واضح.
- ضعف الآليات الرقابية
يفتقر القانون إلى آليات رقابية فعالة لضمان تنفيذ جميع أحكامه بشكل صحيح ومتابعة مدى الالتزام بها.
المادة 24 تنص على إنشاء لجان مراقبة، لكن القانون لا يوضح كيفية عمل هذه اللجان أو صلاحياتها، مما يؤدي إلى ضعف في المراقبة والتقييم.
- عدم تفصيل الإجراءات المتعلقة بالتوظيف
القانون يقدم بعض البنود العامة حول التوظيف، ولكنه لا يقدم تفاصيل كافية حول كيفية تطبيق هذه البنود لضمان فرص عمل عادلة للأشخاص ذوي الإعاقة.
المادة 18 تشير إلى ضرورة تهيئة بيئة العمل للأشخاص ذوي الإعاقة، لكنها لا تحدد معايير واضحة أو آليات رقابية لضمان تكييف أماكن العمل وفقًا للاحتياجات الخاصة.
- تحديات الوصول إلى الخدمات الصحية
يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة صعوبات في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة، والنصوص القانونية الحالية لا توفر ضمانات كافية لتحسين هذا الجانب.
المادة 16 تتحدث عن “حق الأشخاص ذوي الإعاقة في الرعاية الصحية”، لكنها لا تحدد الإجراءات اللازمة لضمان حصولهم على خدمات صحية متميزة.
- غياب البرامج التأهيلية الكافية
على الرغم من النصوص التي تدعو إلى تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة، إلا أن القانون لا يوفر تفاصيل كافية حول البرامج المطلوبة وكيفية تنفيذها.
المادة 14 تنص على “توفير التأهيل المهني”، لكنها لا توضح نوعية البرامج أو معايير جودتها، مما يترك الكثير من الأمور للتفسير الشخصي.
- التمييز في التعليم
النظام التعليمي لا يزال يعاني من نقص في التسهيلات والمرافق المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، مما يحد من قدرتهم على الحصول على تعليم شامل ومتكامل.
المادة 12 تشير إلى “حق الأشخاص ذوي الإعاقة في التعليم”، لكنها لا تقدم تفاصيل حول كيفية تكييف المناهج الدراسية أو تدريب المعلمين.
- عدم الشمولية في التخطيط الحضري
القانون لا يتناول بشكل كافٍ موضوع تكييف البنية التحتية والمرافق العامة لتكون ملائمة للأشخاص ذوي الإعاقة.
المادة 20 تشير إلى ضرورة تكييف وسائل النقل والمباني، لكنها لا تحدد معايير محددة أو إطار زمني لتحقيق ذلك، مما يؤدي إلى تنفيذ غير موحد وغير فعال.
- ضعف الحماية القانونية والقضائية
القانون يحتاج إلى تعزيز الإجراءات القانونية التي تحمي الأشخاص ذوي الإعاقة من التمييز وسوء المعاملة، وضمان حصولهم على العدالة بشكل مناسب.
- المادة 22 تتحدث عن “حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة”، لكنها لا تحدد الإجراءات القانونية اللازمة لمواجهة التمييز أو كيفية تقديم الشكاوى والتعامل معها.
رغم أن قانون 0209 للأشخاص ذوي الإعاقة في الجزائر يمثل خطوة إيجابية نحو تحسين حياة هذه الفئة، إلا أنه يحتاج إلى آليات وتعديلات جوهرية لضمان فعاليته. من خلال معالجة النقائص المذكورة أعلاه، وغيرها الكثير، فلقد حان الوقت لكي يتدخل المشرع وينصف هذه الفئة من أجل تعزيز الحماية والدعم للأشخاص ذوي الإعاقة وضمان حقوقهم في المجتمع بشكل أفضل.