الكاتبة و الأخصائية النفسية الأستاذة حياة دريدح إبنة مدينة القل ولاية سكيكدة متحصلة على شهادة الماستر في علم النفس الاكلينيكي الصدمي، كما أنها مرشدة أسرية مختصة في العلاقات الزوجية وكذلك مرشدة تربوية مرحلة طفولة المراهقة وهي المرحلة الأصعب في عمر الإنسان، ألفت حياة ث قصتين إرشاديتين و علاجية لمشاكل الطفل النفسية والسلوكية. تعنونت على النحو التالي: الأولى ” سامي الحساس”، الثانية ” جوجو ومشاعر الخوف”.
1/- ما المؤثرات التى تركتك تلجين عالم الكتابة و متى خطيت أول حرف ؟
ج/_ ولجت عالم الكتابة ( قصص موجهة للأطفال ولكل من المربي والمربية في نفس الوقت ) سنة 2021 حيث اكتشفت هذه الهبة الربانية عن طريق وسيلة التواصل الاجتماعي، قرأت أحد المنشورات في صفحة الرسام المعروف في مدينتي ” زكريا دربيخ” جاء فيها ” أنه من يملك موهبة الكتابة يخص عالم الطفل يمكنه عرضها عليه، فتواصلت مع الأخ ” زكريا ” وتكلمت معه على إبنة أختي التي لها محاولات في كتابة الروايات والقصص القصيرة مند الصغر ( وللعلم أن رسومات قصتي الأولى والثانية من إنجازها )، كما عَرضت عليه بعض المواضيع( المشكلات السلوكية و النفسية التي قد يعاني منها الطفل وتتطلب حل أو علاج ….)، هاته الحلول يمكن أن يركز عليها خلال كتابة القصص فكان رده بهاته العبارة لي: ” الأستاذة حياة هذه المواضيع أنت من يمكنك كتابتها باعتبارك مختصة في علم النفس وبحوزتك الكثير من المعلومات، وفعلا أصْبحت فكْرة الكِتابة هاجس تسيطر عَلى عقلي وبعد أيام قليلة كانت الانطلاقة في كتابة هذا النوع من القصص.
و بعد اختياري للمواضيع في ظرف أسبوعين أو ثلاث أسابيع كتبت القصة الأولى” سامي الحساس” والثانية ” جوجو و مشاعر الخوف”، لكن بعد المراجعة لِما كتبتُ و تَعْديل بعْض الأفكَار والأحداث أخذت مني وقت طويل، أمر بديهي لتكون القّصص تتماشى مع الفئة العمرية الموجهة إليها إلى أن ظهرت بعد الطباعة في صورتها الأخيرة. وفي منتصف سنة 2022 تقريباً خلال شهر رمضان المبارك تم إمضاء العقد بين الطرفين ” دار ومضة للنشر والتوزيع ” و الكاتبة دريدخ حياة ،وكان بالتحديد في شهر جويلية و بالضبط يوم 5 جويلية 2022 متزامن مع الإحتفالات بعيد الإستقلال الجزائري و فرحتى بأول مولود قصصي لي، ليتم الإعلان الرسمي عن هذا الإصدار الجديد، وفي آخر الشهر لمست قصتي الأولى في الواقع بعد ماكان مجرد حلم ثم هدف تحقق . فاللهم لك الحمد ولك الشكر على هذا النعمة التي خصني بها عن غيري .
2/_ما النشاطات أو المعارض التى شاركت بها الكاتبة حياة ؟
ج/_ بما أنني جديدة في ميدان الكتابة شاركت في ثلاث(3) معارض داخل الوطن فقط، فعملي كأخصائية نفسانية يأخد كل وقتي للمشاركة في معارض أكثر أو نشاطات مختلفة سواءاً في مجالي أو مجالات أخرى. أما المعارض التي شاركت فيها كانت كالتالي : _المعرض الأول: في جمعية الفريدة بالقل ولاية سكيكدة و الحمد لله كان هناك إقبال كبير من طرف القراء من أجل الحصول على قصة ” سامي الحساس” سواء من الأطفال أو المربين. _ المعرض الثاني : المعرض الوطني الذي أقيم في ولاية عاصمة الهضاب العليا سطيف كانت تجربة بالنسبة لي و فرصة للتعرف على بعض الكُتاب مثل الكاتبة ” نوال بورابة “.
_ وتلقيت دعوة من مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة بسكيكدة وشاركت في المعرض “بيع بالتوقيع” الذي أقيم على إثر البرنامج الخاص بالعطلة الشتوية 2023 تحت شعار ” كتابي رفيقي في عطلتي “. و أتمنى أن تتوسع رقعة المشاركة باذن الله في معارض أخرى داخل وخارج الوطن بما أن هدفي من هذه القصص ” صناعة جيل سوي نفسياً “.
3/_ لماذا توجهت للكتابة حول الأطفال خصيصاً ؟
ج/_ دخلت عالم الكتابة وكانت وجهتي بالضبط ” أدب الطفل”، وذلك بما أني أولا أخصائية نفسانية صاحبة رسالة إنسانية أردت من خلال هذه الكتب تقديم المساعدة للمربين بقلمي و آمالي أن تصل إلى أكبر عدد من القراء، فبعد تخرجي من الجامعة سنة 2016، و خلال عملي الميداني في جمعية البشائر لترقية المرأة بالقل ( تقديم استشارات نفسية )، تعرفت على ما ينقص معظم المربين الذين يقصدونني لطلب استشارة نفسية تخص الأبناء وهو عدم امتلاك المهارات الأساسية للتربية بالإضافة القيام بممارسات سلبية خلال التعامل مع الأطفال بدون وعي بخطورتها على نفسية الطفل، التي قد تؤدي إلى تدمير العلاقة الإيجابية بينهما، وتزداد الفجوة لعدم التوجه الفوري لتلقي الدعم والإرشاد من المختص النفسي خوفاً وحفاظاً على السمعة أو غياب هذه الثقافة لدى البعض.
وبما أن الفترة العمرية من ( 0- 5) تعتبر مرحلة حساسة و خطيرة، يتوجب على المربي أن يكون حذراً أثناء التعامل مع الطفل بالقول أو الفعل، ولأن هذه المرحلة هي المرحلة التي تبنى عليها بقية المراحل في الحياة وعلى هذا الأساس ركزت على هذا العالم وتعمقت فيه أكثر و وَظفتُ معلوماتي وخبرتي المتواضعة، في كتابة هذه القصص ( مشكلات معينة ووضع اِستراتيجيات للتعامل معها وعلاجها) بأسلوب شيق غير مُمل يتفاعل معها القارئ سواءً الآباء والأمهات بالدرجة الأولى و عزيزي الطفل، فمن خلالها تترسخ في ذهنه أفكار وحُلول لمُشكلات بما أن أطفال اليوم هُم آباء وأمهات الغد، وكَذلك تسهيل عَلى المُربين الحُصول على حلول بسعر زهيد في متناول الجميع، لأنه قد تكون الجلسة عند بعض الأخصائيين باهِضة الثَّمن وتتطلب جلسات عَديدة ولا يسْتطيع المُربين تسديدها.
4/_كيف ترين تربية الأبناء بين الجيلين القديم والحالي ؟
ج/_ أكيد هناك اختلاف كبير بين الجيلين في تربية الأبناء من حيث : البيئة المحيطة، المؤثرات، التقدم التكنولوجي، تغير الذهنيات …إلخ. فرغم أن توابث التربية لم تتغير، و إنما ما حَصل من مُستجّدات وتغير في المناهج والتقَنيات و في الإستراتيجيات للتربية، فالعلم يتجدد باسْتمرار من زمن إلى آخر، و هذا يستوجب على المربين في الجيل الحَالي خِلال رحلته التربوية أخد دورات في التربية الوالدية أو الاستعانة بأخصائيين ( المستشار التربوي ،أخصائي نفسي …إلخ)، والتعلم باستمرار ومواكبة المستجدات من أجل أبناء أسوياء نفسياً، أما الجيل القديم اِعتمد في التربية على الخبرات المكتسبة سَواء من الوالدين أو من توجيهات البيئة المُحيطة، كأم الزوج (الجدة) وغيرها داخل الأسرة الممتدة، كذلك اختلاف في المُؤثرات ومَدى تَأثير المربين.
فالاِنفتاح عن العَالم الخارجي و تطور وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ( الأنترنت الفايسبوك التؤك توك، الأنستغرام، الفايبر، الواتساب،…إلخ) سحب من المُربين دَورهم في التفرد و التأثير على الأبناء حيث أن الأسر في الجيل القديم كانت منغلقة على نفسها ولها تأثير قوي على الأبناء، كما ساهم المُعلم في المدارس العَادية والقرآنية إلى جانب الأسر، بدور ثانوي في الحفاظ على ثوابت التربية، و كان له درجة من التأثير على الأبناء، وهذا ليس معناه أنه لم و لن توجد أخطاء تربوية، لكن لم تظهر للعيان بصورة واضحة تلك الأخطاء، كما قاموا أيضا بأعمال صحيحة كان له أثر واضح على المجتمع.
5/_ ما المعوقات التى تواجه الكتابة الابداعية في ظل الإنشغال بالحياة اليومية ؟
ج/_ في نظري أي إنسان يريد النجاح في مجال من المجالات لاتعيقه الالتزامات أو المسؤوليات، في الحياة اليومية عن الكتابة الابداعية، إذا أحسن إدارة الوقت بوضع برنامج يومي يرتب فيه أموره حسب الأولويات، مثلاً رغم الإجتهاد الفكري والجسدي خلال الاستشارات النفسية تخصص وقت للكتابة ومراجعة وتعديل ما كتبته من قبل لوجود حافز قوي يدفعني لتغيير واقع يعيشه كل مربي و مربية خلال رحلته التربوية وتقديم المساعدة قدر الإمكان لصناعة أبناء وجيل سوي، وكذلك قد يشعر الكاتب في وقت ما بالملل و الفتور ومهما أمتلك من طاقة ايجابية تبقى تركيبته البشرية فيها ضعف، يمكن له تقويتها ومحاربتها بالعزيمة متى أراد ذلك .
6/_ هل تعتقدين أن الكتابة تندرج ظمن الهواية أم الموهبة ؟
ج/_ من بين المعايير التي تقود الإنسان إلى صحة نفسية جيدة، معايير الوجبات الخمس، ليس غذائية لاكنها روحانية بمعنى هناك جوانب يجب أن تغذى بشكل يومي عند الشخص حتى تصبح في الأخير عادة و نمط فيه الحياة كالعقل و الوجدان والجسد والروح والنفس، فغذاء النفس من ممارسة هواية ما ( رسم كتابة خواطر، رياضة …إلخ) وهناك فرق بين الهواية و الموهبة الهواية : ممارسة الشخص لشيئ ما يحبه بشكل يومي دون أن يكون هناك اتقان وإبداع لكسر مثلا الروتين اليومي و الخروج من منطقة الراحة و يشعر بتحسن مزاجه اذا مارسها، أما فيما يخص الموهبة فهي هبة ربانية تميز شخص عن آخر بعمل في مجال معين يشترط فيه االابداع و الاتقان كالكتابة والرياضة .
7/_ عددي لنا أبرز الأسماء التى تأثرت بهم في الكتابة ؟
ج/_ الشخصيات التي تأثرت بهم : الكاتب اللبناني ( أدب الطفل) و هو أخصائي و معالج نفسي” أنطوان الشرنوبي “، و الدكتور” حسن المزين” فهو كاتب وشاعر و مدرب يعجبني أسلوبه في طرح وحل المشكلات بطريقة علمية .
8/_ كيف ترين تربية الأبناء من الأمهات و الآباء العاملين ؟
ج/_ خلال عملي مع الحالات في الميدان لم أرى فرق كبير بين الأم العاملة أو الماكثة في البيت أو المتعلمة أو التي تملك قدر محدود من التعليم، ( لماذا قلت الأم لأنها هي الأكثر إقبال على الأخصائي النفسي وهي الأكثر قلقاً على الصحة النفسية لاِبنها أو اِبنتها، أما معظم الآباء يرون أن حالة إبنه و إبنته لاتدعوا لرؤية اخصائي). كذلك كلاهما يفتقدنا مهارات التربية، المربية العاملة تلقي اللوم في تقصيرها مع الأولاد، على الضغوطات النفسية التي تتعرض لها بسبب عملها داخل وخارج البيت و الغياب الكلي لمعظم الآباء وعدم تحمل و مشاركتها في المسؤوليات المختلفة، أما الأم الماكثة في البيت ترفع راية الفشل في التربية لصعوبة التربية وصعوبة هذا الجيل مما يؤدي إلى الاستسلام وعدم المحاولة والصبر على أخطاء الأبناء وعدم الإستمرار في التصحيح.
9/_ملخص حول كتابك الأخير و نبذة عنه ؟
ج/_ كتابي الأخير ” جوجو ومشاعر الخوف” أردت من خلال هذه القصة إرشاد الآباء والأمهات لكيفية التعامل الصحيح مع الطفل، الذي تعرض لمواقف مخيفة و أصبح يعاني من مشكلة نفسية، و تطرقتُ للمُمارسَات السِلبية التي ينبغي تجنبها حَتى لاَ يتَعزز هذا السلوك عند الطفل، وإلى الاستراتيجيات الوقائية والعلاجية التي يتبعها، حتى نقلل من حدة الخوف واختفائه نهائياً مع الوقت وإبراز مدى الدعم الأسرى أثناء ذلك في المواقف المخيفة.
10/_ فيما تتمثل مشاريعك المستقبلية في الكتابة ؟
ج/_ إن الكتابة حلمي و سأسعى لمواصلة كتابة هذا النوع من القصص وهذا دوري كأخصائية نفسانية أولاً ( علم ينتفع به )، و آمالي أن يستفيد منها أكبر عدد من القراء في الجزائر والوطن العربي إن شاء الله وخاصة عزيزي الطفل، لأن هدفي ترسيخ في ذهنه أفكار و طرق صحيحة في التربية وعلاج المشكلات المختلفة يقتدي بها في المستقبل في تربية الأجيال القادمة بإذن الله .
11/_ كيف تحديت الصعاب و الإعاقة لتكوين نفسك قوية و طموحة ؟
ج/_ تكونت من خلال تجربة الحياة و عهدت نفسي بعدم الاستسلام ورفع راية الإجتهاد والمثابرة ومحاربة الفشل و بالتوكل على الله رغم كل الصعوبات و المعوقات والظلم والتقليل من شأن ذوي الاحتياجات والإرادة لبعض الجهات، و ما توفيقي إلا بالله وفضله وكرمه فلك الحمد حمدا كثيرا .
12/_ هل من نصيحة للأطفال المرضى ؟
ج/_ بل أوجهها لكل أب و أم لأن الطفل يخلق على الفطرة و الطفل يصنع (حتى نحصل يوم الحصاد على نبات صالح وحسن البذرة التى تحتاج إلى مراقبة و تهيئة كل ما يلزم لها لتقدم لنا نبتة صالحة وقوية وثمار ننتفع بها طبعاً مستقبلاً أو حين تصبح كبيرة )، فأيها الآباء و الأمهات نصيحة لكم إقرأ، تعلم، تدرب… فإنك يستحق جهدك وتعبك من أجله و مجتمع محيط بك تكون جزءا صالحاً منه .
13/_ كلمة أخيرة و نصيحة منك الطبيبة النفسانية ؟
ج/_ شكر خاص لأخي وصديقي جلال مشروك على هذا الحوار الذي من خلاله يتعرف القارئ على الأخصائية النفسانية والكاتبة : دريدح حياة ،وكل أمنيات لك بالتوفيق والنجاح والتألق الدائم و شكر و تقدير لك مرة أخرى. اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا .
حـــــــــــــــــــــــــــــاورها: الكاتب الصحفي جلال مشروك