في واقع المعاق الجزائري،يعد الحصول على فرصة عمل حلما يراود الكثيرين
و مكسبا يعمل من اتيحت له هذه السانحة على المحافظة عليه قدر المستطاع ؛ كيف لا و قد حقق به استقلاله المادي من جهة و عبر به اليه الى مرحلة اثبات الوجود و الاندماج في المجتمع من جهة اخرى.
لكن و بمرور الايام و مضي السنين ، يبدا هذا الحلم بالتحول الى كابوس حقيقي في ظل بداية التدهور الصحي المبكر عادة عند هذه الفئة و مصاعب التنقل الى اماكن العمل خاصة اذا كانت المسافة بعيدة عن مقر سكناه حيث عادة ما يجد نفسه مضطرا لان يستقل حافلات النقل العادية صباحا و مساءا
اضف الى هذا فان هذا الكائن المرهف الاحساس الجاد في عمله كثيرا ما يجد صعوبات جمة في محيطه العملي و خاصة تعرضه في الكثير من الاحيان للتهميش من ناحية الترقيات و الاعقاء من المهام العليا في مؤسسته لانه لا يرى الا بعين الانتقاص و التقليل من القيمة فتغدوا حياته روتينا مملا كثيرا ما يعرضه لانتكاسات نفسية.
و من هذا المنطلق ، و من منطق العدل لا المساواة مع الاصحاء سعت و تسعى مجموعات مهمة من ذوي الاعاقة العاملين الى تغيير هذا الواقع من خلال التحرك لإعادة صياغة شاملة لقانون التقاعد لدى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
و قد بدأت هذه المجموعة بنشر مواضيع و فيديوهات عديدة على صفحات التواصل الاجتماعي ، ثم مراسلة السلطات و الجهات المعنية و على راسها رئاسة الجمهورية كما كانت لها تدخلات فردية على قنوات فضائية و مقالات على جرائد يومية. إلى ان تحركت في الآونة الاخيرة ثلاث نقابات و اجتمعت بولاية ورقلة لتجمع على ان الامر جدي و انه لا مجال لمساواة ذوي الاعاقة مع الاصحاء في موضوع التقاعد.
هذا وتواصل مجموعة العمال المعاقين النضال للحصول على حقها الكامل في تقاعد مبكر يراعي ظروفهم الصحية و ابراز مدى الظلم و الاجحاف الذي يتعرضون له من خلال قانون التقاعد في صيغتيه القديمة و الجديدة.