عشية اليوم العالمي للمعاق الموافق ليوم 3 ديسمبر من كل سنة تقوم جريدة معاق أون لاين باستضافة الأستاذ عيسى صديقي رئيس التنسيقية الوطنية للعمال المعاقين SNTE لحوار العمال المعاقين و المعاقين بصفة عامة حيث طلبة مختلف
معاق أون لاين :برأيكم ماهو واقع المعاق في الجزائر اليوم؟
بدايــــة أهنيء نفسي وكل الأشخاص ذوي الإعاقة بهذه المناسبة السعيدة التي تمثل محطة عالمية هامة أقرتها منظمة الأمم المتحدة كنوع من العرفان والشكر لهذه الشريجة التي تعتبر جزءا هاما من المجتمع قدمت الكثير ومازالت تقدم رغم كل الأزمات الصحية والإجتماعية التي تعاني منها ، اما عن سؤالك فيما يخص واقع معاق اليوم في الجزائر فلا يبشر بخير ولا يوجد أي جديد لصالح هذه الشريحة رغم وجود نظام منتخب وحكومة جديدة إستبشرنا بها خير ، والدليل أنه منذ مايقرب من عام على الإنتخابات الرئاسية لم تتطرق هذه الحكومة لأي ملف يخص هذه الشريحة ولم نلمس اي قرار هام يرفع بعضا من الغبن الذي يتخبط فيه المعاق الجزائري ، إذا معاق الأمس هو معاق اليوم .
معاق أون لاين :برأيكم هل أحدثت القرارات التي اتخذتها الحكومة لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة على غرار المنحة ونسبة الادماج تحسن في وضعهم المعيشي؟
نحن ثمنا في وقتها الإجراءات التي تمخض عنها مجلس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السابقة معتبرين أن هناك نية فالتغيير لكن بالمقابل تحفظنا عن بعض القرارات وطالبنا بمراجعتها خاصة فيما تعلق بالمنحة التي تم رفعها إلى عشرة آلاف دينار حرم شريحة كبيرة من هذه الزيادة لأن نسبة الإعاقة لا تتناسب مع ما أقره القانون الجديد الذي يشترط أن يكون المعاق له نسبة إعاقة 100 بالمائة حتى يستفيد من رفع المنحة ، وبذالك يكون الكثير من المعاقين محرومون من هذا الإمتياز .
أما فيما يخص التشغيل فرغم الترسانة القانونية التي صاغتها السلطة من أجل الإدماج المهني ولعل أبرزها رفع نسبة التوظيف من 01 بالمائة إلى 03 بالمائة إلا أن هذا القرار يصطدم بالكثير من العراقيل أهمها أن هناك الكثير من المسؤولين يرفضون تطبيق هذا القرار ويتنصلون منه عمدا حتى أن المراقبة الميدانية والشكاوى التي يرفعها ذوي الإعاقة لمفتشيات الوظيفة العمومية من اجل تطبيق هذا القانون أصبحت غير فعالة ولا تحدث أي أثر ، وينبغي ان نكون واضحين قبل الإجتماع الحكومي الدولة لم تكن تملك أي إسترتيجية في توظيف هذه الشريحة بل كانت تملك مجموعة قوانين فاقدة لأي اثر ميداني أو مرسوم تنفيذي لكن بعد الإجتماع الحكومي في أكتوبر 2019 حدث نوع من التحرك في هذ الشق لكن بقي الإشكال فالواقع ومدى تطبيق ماقررته الحكومة ، والأهم لا توجد أي إجراءات ردعية واضحة تعاقب مخالفي قانون توظيف هذه الشريحة لذا أصبح التنصل من المسؤولية وارد في كثير من الأحيان .
معاق أون لاين :ما هي أولوية المعاق الأن والتي يجب أن تتحرك السلطات لإتخذها؟
الجواب : إن سياسة الدولة الجزائرية تقوم على ترقية وإدماج هذه الشريحة في كافة المجالات الفعالة والمهمة ( تربويا ، إجتماعيا ، مهنيا ) لذا يعتبر هذا الملف بما يحمله من قضايا من الأولويات التي يجب أن تهتم بها السلطة إن أرادت النهوض فعلا بالمعاق الجزائري ، كما أن هناك بعض القضايا الأخرى التي تستدعي التدخل العاجل والتي رافعنا عنها سابقا في العديد من المنابر الإعلامية ومختلف البيانات التي رفعناها للجهات الوصية ( التقاعد النسبي ، المناصب المكيفة ، قانون اساسي للعمال المعاقين ، أطفال التوحد ….)
معاق أون لاين : هل استطاعت التنسيقية تحقيق جزء من مطالبها المرفوعة؟
ينبغي أن نعترف أن التنسيقية الوطنية للعمال المعاقين تعتبر التنظيم النقابي الوحيد والأول لهذه الشريحة التي كانت دائما تنشط تحت غطاء الجمعيات كما أن نشاطنا الدؤوب جعل الكثير من العمال المعاقين يلتفون حول بعضهم البعض ويصبح هناك تواصل بينهم وهذا بدوره قوى اللحمة وجعل العامل المعاق في قطاع التربية منخرط ومتابع ومتفاعل مع كل جديد يهمه لانو في السابق كان الشخص المعاق يعاني لوحده وفي صمت لكن حاليا في ظل تنظيم جديد قوي ومهيكل أصبح صوته مسموعا وقضاياه معروفة ، نحن نقف مع كل المعاقين العاملين في القطاع وتدخلنا في الكثير من القضايا وإستطعنا أن نفتك حقوق أغلبهم بجدارة وأبرز مثال على ذالك قضية المعاقين الذين تم منعهم من المشاركة في مسابقة الأساتذة بحجة ان المعاق ممنوع من العمل في قطاع التربية رغم أن هاؤولاء المترشحين يملكون إستدعاء رسمي بالمشاركة ونحن أصدرنا بيان رسمي في حينها يندد بهذا التعسف وطالبنا وزارة التربية بالتدخل العاجل ودافعنا عن ظروف التكفل الطبي الأمثل بهذه الشريحة وراسلنا الديوان الوطني لأعضاء المعاقين في بيان شديد اللهجة مطالبين بتحسين نوعية العتاد وظروف العمل والإستقبال وأعدنا إدماج عمال معاقين كانوا مهددين بالفصل من مناصبهم بالمقابل دافعنا بشراسة عن التلاميذ المعاقين وطالبنا بتفعيل الإتفاقيات المبرمة بين قطاع التربية وقطاع التضامن في مايخص الاقسام الخاصة وضرورة الإمتثال للقانون التوجيهي للتربية الوطنية الذي يدعو إلى تكافؤ الفرص في التعليم بين التلميذ السوي والمعاق من منطلق ان التعليم حق للجميع ونظمنا أكبر ملتقيين وطنيين حول المشكلات المدرسية للتلاميذ المعاقين في المدارس العادية كما اننا نحرر بيان إعلامي سنوي يفصل القضايا والمشكلات العالقة لهذه الفئة وعادة ما يتزامن هذا البيان مع العيد السنوي أو الوطني لهذه الفئة إضافة لذالك وهذا هو المهم أننا إنخرطنا بقوة في كل حدث عمالي يهدف إلى صيانة حقوق العمال بما فيها عضويتنا في التكتل النقابي وسجلنا حضورنا القوي في العديد من الإضرابات والوقفات الإحتجاجية امام مديريات التربية لاننا نرى أن مطالب التكتل تمسنا خاصة فيما يتعلق بالمناصب المكيفة والتقاعد المسبق والتقاعد دون شرط السن ونحن مع أي تحرك منظم يدعم مطالبنا ويرفع الغبن عنا .
معاق أون لاين : ما هي أهم المطالب التي سترافعونها خاصة في ظل الظروف الصحية التي تمر بها البلاد ؟
الأشخاص المعاقين هم جزء من هذا الشعب ويسري عليهم مايسري عليه ، وأعتقد أن الكثير من المعاقين لم يتغير من حياتهم الكثير بعد هذا الوباء لأن أغلبهم يعيش عزلة في البيت بسبب الإعاقة خاصة المعاقين ذهنيا والبعض الآخر يعيش العزلة بسبب إنعدام الممرات الخاصة بالمعاقين في سكناتهم حيث أن البعض يقطن ببيوت فالطابق الثالث او الرابع وهاؤولاء لايجدون من يحملهم ويخرجهم للشارع لذالك تعودوا العزلة ، كما ان هناك معاقين تعودو العزلة لأنهم يعيشون في مجتمعات وأسر تعزلهم تلقائيا لانها لا تؤمن بحقهم في الحياة والإندماج في المجتمع لذالك هم يعانو الامرين وهذه العزله تمس خاصة الفتاة المعاقة وتنتشر أكثر في مناطق الجنوب ومناطق الظل . إذا إجراءات الحجر والعزل ليست بجديدة على الشخص المعاق .
وقلنا أن هذه الشريحة تحتاج عناية أكثر من غيرها لان المعروف ان الشخص المعاق بنيته الجسدية ضعيفة وهذا مايجعل مناعته قليلة جدا مقارنة بالأشخاص الأصحاء لذا يمكن لاي إصابة بالفيروس ان تودي بحياته ،وطالبنا بإعفاء العمال المعاقين المتوجدين بأماكن عمل حساسة من مهامهم مؤقتا من عطلة إستثنائية حماية لهم كما أن هناك شريحة هامة من ذوي الإعاقة تتمثل في الأطفال المصابين بحالات توحد وتيزوميا وهاؤولاء تلزمهم رعاية خاصة ، فكما هو معروف ان أطفال التوحد يتسم اغلبهم بالإفراط الحركي ومن الصعب التحكم فيهم داخل البيت بعد ان تم غلق كل المراكز الطبية البيداغوجية والأقسام الخاصة المهيئة لهم وهذا ما سيزيد من اعباء أسرهم ويثقل كاهلها ، كنا نتمنى من وزارة التضامن بالتنسيق مع الجهات المختصة وأهمها وزارة التربية الوطنية أن يتم تكييف البرامج الموجهة للتلاميذ ذوي الإعاقات المعينة حتى تتناسب مع ظروف البروتوكول الصحي لأنه لحد الآن لم يتم التطرق لهذه النقطة ويصب كل التركيز على التلاميذ الأصحاء فقط
ما يمكن قوله أن أسلوب النضال والمطالبة بالحقوق تدرج والمعاق الجزائري أصبح يتمتع بدرجة كبيرة من الوعي ويتواجد في اكثر الاماكن التي تزخر بالمعلومة والجديد ( العالم الإفتراضي بصفة عامة ، و الإعلام ) وهذا ماجعل هذه الفئة تملك الثقافة وتؤمن انها صاحبة قضية عادلة لذالك تحاول ان تفتك مطالبها المشروعة ضمن كل الأطر التي يخولها القانون ، ونأمل أن يكون واقع المعاق أفضل مستقبلا في الجزائر الغد التي يطمح إليها الجميع .
