إذا كانت الإعاقة عجز بعض الأعضاء أو كلها عن آداء وظيفتها بشكل طبيعي في جسم الإنسان، فإنها على الصعيد المعنوي حاجز بالنسبة لكثيرين من ذوي الإعاقة او غير ذوي الإعاقة أمام ممارسة الحياة بشكل طبيعي، تلقائي نظرا للحمولة الفكرية المرافقة لهكذا حالة لعل أبرزها الإعتقاد بالعجز التام للفرد المعاق عن القيام بمختلف الأعمال الدنيوية والاشغال أو حتى الإهتمام بحاله، في حين أن الواقع يطرح أمام أعيننا أمثلة لذوي احتياجات خاصة تحدوا أوضاعهم الصحية لحدة قساوتها وحدة آلامهم وصعوبة أوضاعهم المادية التي كثيرا ما تكون ضنكا، لكنهم درسوا واجتهدوا على غرار _سهام (المعاقة حركيا) التي تصدرت قسم علوم الاتصال والعلاقات العامة رغم الظروف المزرية وعلي المشوه خلقيا الذي حصد الذهب وأهداه للجزائر_، وما هذان المثالان إلا غيض من فيض.
مع كل ذلك عملوا فأبدعوا في ظل محيط إجتماعي مجمله رافض ونافر _ كما يصفه المعاقون_، هذا المجتمع الذي يستكثر عليهم سنة من سنن الخالق في كونه، إنها الزواج، الزواج الذي أصبح حلم يهذي به المعاق ليلا ليتيقظ عليه صباحا ويقول” عسى أن تكون أحلام لوقائع في الجنة”. نعم لهذه الدرجة هي صعبة عملية الإرتباط لدى ذوي الهمم وكذا إندماجهم في الوسط الإجتماعي لأسباب سوسيوسيكولوجية عميقة تخص المعاق والمجتمع _ على حد سواء_ بسبب الرفض الحاصل من الطرفين _المجتمع والمعاق_ أو أحيانا من المجتمع فقط لحالة الإعاقة والجهل بكيفية التعامل معها، إلى جانب المعتقدات والموروثات القديمة البالية والبعيدة عن الصحة نشأت من أفكار عنصرية تغذي الشعور بالتفوق في نفسية الشخص غير المعاق بالمقارنة مع نظيره المعاق، وأسباب أخرى تعزوا الحالة إلى تأويلات شيطانية تبتعد عن العلم والدين.
يحدث كل هذا وذووا الاحتياجات الخاصة يصنعون الإستثناء، يبرهنون على علو كعبهم في الحياة من كل نواحيها فأسسوا شركات، ابتكروا إختراعات ومارسوا القيادة إذ يمارسون الحياة بكل طلاقة وسلاسة برغم العراقيل والأحكام الجائرة التي حان الوقت لكي تتغير وتنظر إلى هذه الفئة نظرة فرد شريك كامل مستعد للتكامل والذوبان في محيطه للرقي بالحضارة الإنسانية وبناء الجزائر الجديدة بنظرة جديدة نحو المعاق.
أحسنت… ذوي الاحتياجات الخاصة فئة وجب الاهتمام بها بصورة مستعجلة وأكثر احترافية اجتماعيا ونفسيا
فعلا.. شكرا لك على جزيل اهتمامك وتفضلك بقراءة النقال.
best online essay writers
الإعاقة ليست جريمة! – معاق أون لاين